• آخر الأخبار

    الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

    المنة لله جميعاً

    فالمؤمن ينسب ما به من نعمة، وما عنده من طاعة؛ إلى ربه ومولاه عز وجل، فله الفضل والمنة، ولا يزعم أن ذلك من حوله وكده وجهده، قال الله تعالى: ﴿ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاًّ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ﴾ [الأنعام: 125]. وقال تعالى: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَان ﴾ [الحجرات: 17].

    و في الحديث القدسي قال الله تعالى: « يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم »[43]. ومن عجائب آي الذكر الحكيم: ما ورد في مطلع سورة المدثر، فعندما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنذارة بادئ الأمر، وُضِّح له طبيعة الطريق، فقال عز وجل: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6].

    إنها وصية واضحة لا غموض فيها، تجرد العبد من استعلائه وإدلاله على ربه؛ تملأ القلب مهابة وإجلالاً لله عز وجل صاحب الفضل والمنَّة.

    ومن لطائف هذا الباب أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما طُعن وجعل يألم، قال له عبد الله بن عباس مواسياً: « يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون ».. وبعد هذا الثناء العظيم على أمير المؤمنين - رضي الله عنه -؛ تأمّل جوابه عندما قال لابن عباس: « أمّا ما ذكرت من صحبة رسول - صلى الله عليه وسلم - ورضاه: فإنما ذلك منٌّ من الله تعالى عليَّ، وأمّا ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه: فإنما ذاك منٌّ من الله جل ذكره منَّ به عليَّ، وأمّا ما ترى من جزعي: فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله! لو أنَّ لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه »

    رسالة أحدث
    السابق
    هذه اخر تدوينه
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: المنة لله جميعاً Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top